رواية اسانسير مشوقة جدا بقلم دينا ابراهيم
رواية اسانسير مشوقة جدا بقلم دينا ابراهيم
المأذون
إمضاءك اذا سمحتي!
دفع بدفتر امامها مشيرا لرقعه بيضاء فارغه منتظرة خطوط بحروف اسمها ارتعشت وجففت عيونها لكن دون جدوي رفعت انظارها ترمقه مره اخيره بنظرة تملئها خيبة الامل و الضياع قبل ان تغمض جفنيها وبنفس عميق وقعت عليها......
نفرت عروقه برفض و صړخ قلبه الما وهو يتابعها ترثي حبهم كيف يتركها كيف يستمع لها حتي وان كانت تطلب الطلاق فكل ذره بجسدها تنتفض و تصرخ بلا......
لا لا متقوليش اني وحشتك للدرجه دي ده انا متأخرتش حتي!
اجابته بابتسامه واسعه
لا طبعا موحشتنيش للدرجه دي!
لوي فمه ساخرا
طيب اكدبي عليا اخدعيني و استغلي الموقف!
ضحكت وهي تتقافز بحماس بين ذراعيه فتساءل
يا ماما اهدي وبعدين طالما مش وحشك فهميني اي سر سعادتك ده
اتسعت ابتسامته تدريجيا بفخر ليقول
يابت اللعيبة الف مبروك!
انت مبسوط عشاني صح
اجابها سريعا
اه طبعا أيه السؤال السخيف ده
اصل في حاجه تانيه..
حاجه زي ايه
ارتفع حاجبه متعجبا من توترها قائلا
ماتتكلمي في ايه
ازال ذراعيه من حولها ببطء و راقبت الجمود يغطي وجهه فأكملت بخفوت
هيبقي في مشكله
طالعها ثانيه قبل ان يخفض انظاره قائلا
مش عارف انتي رأيك ايه هينفع تسافري و تسبيني هنا
اسرعت بالإجابة
انت ممكن تدور علي شغل هناك بردو انت شاطر واكيد هتلاقي شغل بسرعه!
تفتكري واحد معاه اعداديه هيلاقي شغل بالسرعة دي انا لولا خالي معلمني الصانعه دي كان زماني ضايع.... انتي فاكره ان من السهل الاقي شغل..
استدار وهو يفرك جبينه بتعب مستكملا
بالنسبه ليا شغله زي اللي انا فيها دي اعلي حاجه هوصلها مرتب ثابت و في مكان محترم و تأمينات و كلام ولا في الشغل الحكومي يعني لو سبته و دورت علي شغل جديد عمره ما هيكون كده!
القرار ده مش بتاعي انا مقدرش اقولك اهدمي نفسك عشاني انا عارف ان ده حلمك من يوم ما اتقدمتي علي شغل الكول سنتر في الشركه دي ومقدرش اقولك ضيعيه لكن
رفعت وجهه تطالعه منتظره تلك اللكن فاستكمل بلهجه مهزوزة
لكن انا مقدرش اسيب هنا و اجي معاكي ومش
عارف هتتظبط ازاي او لو في امل تتظبط اصلا!!
اغمضت عيناها و اعادت رأسها باستسلام وعقلها غارق في تحليلاته و معادلاته..... وضع ذقنه علي رأسها غارقا في حزنه ان قررت الابتعاد وساد الصمت بينهما فقط دقات قلبيهما و صوت انفاسهم ملئ المكان مر الوقت وهم علي هذا الحال قبل ان يسعل بخفه قائلا
انا هدخل اغير!
وانا هجهزلك الغدا...
عرضت فأجابها برفض
لا انا مش جعان دلوقتي انا هسيبك تفكري و تقرري هتعملي ايه...
لاحظت تفاديه لعيناها و لون وجهه المخطۏف و بحنان عاشقه لم تتحمل وجعه اوقفته بابتسامه صغيره راميه بالعقل وأفكاره الي الچحيم مقرره انقاذه من اضطرابه قائلة
مش محتاجه تفكير اكيد هفضل هنا معاك الشغل طالما جالي مره هيجيلي الف مره لكن انت مش هعوضك في حياتي! كوني اني بصحي جمبك كل يوم الصبح دي بالدنيا و اللي عليها !!
اتسعت ابتسامته تدريجيا قبل ان يرفعها بين ذراعيه و يغرق رأسه في يستنشق عبيرها وقد ملى الرضا و السكون قلبه وعاد للحياة .....
مرر انفه علي جانب وجهها بتوق عاشق ليقول بصوت آجش
انا