الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية بيت القاسم كاملة ممتعة للغاية بقلم الكاتبه ريهام محمود

رواية بيت القاسم كاملة ممتعة للغاية بقلم الكاتبه ريهام محمود

انت في الصفحة 50 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


بكرة هينفخناا...
.. وفتح الباب بزاوية صغيرة وكان من فتح هو العم.. يقف أمامهما يحجب عنهما رؤية الداخل.. 
يتسائل بعينيه والقلق بلغ أقصاه وظهر على قسماته.. ينظر إلى أكرم باستفهام يوزعه بينه وبين قاسم وملامح قاسم ووقفته المتأهبة لا تعجبه ولا تطمئن قلبه فيستقر بنظره على أكرم أكرم الذي تسمرت مقلتاه بذهول فعمه يرتدي مئزر من الساتان..!! 

سألهم بأعصاب منفلتة.. 
في إيه ياولاد.. قلقتوني..!! 
وتدارك أكرم ذهوله.. هتف بجدية بنبرة أجشة
ممكن نتكلم مع حضرتك شوية.. 
نظر إليهما باستنكار يشير لتأخر الوقت 
دلوقتى..!! 
وقد شعر بغباء ماقام به وحماقة أخيه وأنه سار وراؤه كالأبله ولكن لا وقت للتراجع.. الأمر حدث وسينتهي.. 
يردف بشبه رجاء.. 
معلش ضروري.. 
ابتعد عمهما عن الباب يسمح لهما بالدخول .. 
اتفضلو... 
أغلق الباب فور دخولهما وسبقهما للداخل وتبعاه هما يلحقان به لصالة البيت.. جلس العم على الأريكة وبدورهما جلسا بالمقابل على أريكتين منفصلتين.. 
ران صمت ثقيل على جلستهم يتبادلون فيها النظرات اللائمة.. والعاتبة والحانقة ولم يقوى أيهما على بدء الكلام ولكن أنفاس عمهما الضجرة وعقدة حاجباه.. جعلت أكرم يتدارك الموقف 
يبتسم بزيف يغمغم بأي شيء في اللاشيء 
أخبار صحة حضرتك إيه! 
يسخر وقد فاق ضيقه الحدود 
أكيد مش جايين الساعة 2ونص عشان تسألو عن صحة حضرتي..!!! 
لم يتمالك قاسم نفسه.. لم يستطع كبح جماح لسانه يهتف باندفاع.. 
أنا اللي جايلك ياعمي مش أكرم.. عاتب عليك ازاي تتكلم عن عريس لبنتك وانا موجود أودامك وعايزها... 
طالعه عمه پصدمة وفاه فاغر بعد أن جحظت عيناه يشعر بأن الډم يضرب برأسه.. وأكرم لايقل عنه بشيء يخفي بكفه وجهه من الحرج.. يبتلع ريقه بتوتر وهو يرى ملامح عمه المكفهرة وعيناه المتسعة ڠضبا على آخرها.. 
كاد عمه أن يرد أن يقف ويركله بكل قوته خارج البيت ولكن مجيء حنين قطع ماكان ينتوي فعله وأنقذ الموقف.. 
تخرج من غرفتها وتترك بابها موارب دون عناء غلقه تقترب من جلستهما بتساؤل قلق دون كلام.. راقب قاسم خطوات اقترابها دون شعور منه وقلبه يتضخم وكأنه يتشبع وجودها يرتكز بنظراته على سترة منامتها ذات السحاب الطويل المغلق لآخر عنقها.. 
أشاح بوجهه وعينيه وهو يستمع لصوت أبيها المستاء
حنين.. صحيتي ليه 
قلقت من صوت الجرس.. 
ثم جلست على طرف أريكة تجاور أكرم وملامحها شاحبة من القلق سألت قاسم دونهما تخصه بالنظرة.. 
فيه إيه! 
وتفاجأ بأنها اختصته بالسؤال رغم الحړب المشټعلة بداخله إلا أنها خمدت وهو يراقب شفتيها الناعمتين وهي تسأله وتخصه بحديثها.. للحظة انتشى داخله بغرور ذكوري وأعاد التأمل وتلك المرة بشغف وشوق كبيران رغم حفاظه على ملامحه المتجهمة منامتها القطنية المحتشمة بأكمام تتجاوز المرفقين وخصلات منسدلة على أكتافها بفوضى وقد عاد اللون البندقي لخصلاتها ثانية وزحف احمرار صبغتها إلى الأطراف..يتنهد وهو ينزل بنظراته لأسفل تحديدا عند قدميها الحافيتين...! 
كاد أن يفتح
فمه ويجيبها ولكن ضغطة قاسم على ساعده أوقفته يحذره بعينيه يأمره بالسكوت فزفر بقنوط وحين انصاع مكرها تكلم أكرم بعد أن اعتدل بجلسته بحمائية الأخ الكبير والوضع كارثي 
الموضوع باختصار ياعمي.. إن قاسم طالب إيد حنين منك.. 
عقد العم حاجباه بضيق.. يستنكر الموقف كله.. يرسل لهما نظرات ممتعضة عم يرتدو أمامه 
جاي يطلب ايديها الساعة 2 بعد الفجر!! 
احتدت نبرة قاسم متعجبا
هي مشكلتك الساعة 2..يعني لو جيتلك العصر هتوافق..!! 
وتجاهل عمه وقاحته وعدم تهذيبه ولسانه المنفلت.. يتجاهله عن عمد ويوجه كلامه لأكرم.. 
مشكلتي إن أنا أديت للراجل كلمة.. وهما مستنين رد حنين.. 
حينها توجهت عيناه صوبها فاحتقنت خجلا ولكنه لم يراع سألها باندفاع لم يستطع كبته
وانت ردك ايه ياحنين هانم..!! 
أسبلت بأهدابها تمتم بنبرة رقيقة 
ردي ع إيه ياقاسم..
تتابع وهي تطأطأ رأسها وقد تضرجت وجنتيها بحمرة قانية حلوة كحلاوة قسماتها ب هاته اللحظة.. 
بصراحة يابابا أنا وقاسم متفقين ع الخطوبة من حوالي أسبوعين .. 
ترفع رأسها ببطء وبتمهل فتصطدم بعينا قاسم التي ترمقها بذهول أشبه لصدمة أصابت جهاز النطق عنده فتحيد بعينيها لأكرم فترى أنه يشبهه بتلك اللحظة فملامحهما وقت الصدمة والمفاجأة واحدة.. 
تستكمل وهي تفرك كفيها بتوتر.. تعض على شفتها بخحل.. تستكمل ببراءة 
وكنا خلاص هنكلم جدي بس مجية حضرتك خلتنا نأجل الموضوع.. 
وأول من تجاوز حيز الصدمة كان أكرم مال على كتف أخيه بعدما اقترب منه بجزعه يهمس بصوت بالكاد مسموع لقاسم فقط.. 
ولاه.. إنت بتشتغلني ومعلق مع البنت من ورايا..! 
نطق قاسم بلسان ثقيل يدافع ينفي عن نفسه التهمة 
والله العظيم ماحصل.. 
استجمع والدها شتات نفسه يحاول كبح غضبه.. يسأل هادرا وسؤاله للجميع
ولما أنتوا متفقين... ليه لما قولت ع العريس متكلمتوش وعرفتوني.. ..! 
وتكفلت هي بالرد مشكورة أسبلت أهدابها لتهمس مرة أخرى 
مرضتش أحرج حضرتك أودامهم يابابا..
تهكم الأب بنزق
وانت خليتي فيها حضرتك.. 
يوزع نظراته الحانقة بينهما بشك وريبة والصدمة والذهول على وجه قاسم جعلاه يشعر بخطأ ما.. ولكنه قرر إنهاء الموقف وفض الجلسة يسألها بنبرة مشتدة
يعني إنت عايزة قاسم..! 
تجمد جسد قاسم ينتظر ردها.. ودقات قلبه بلغت العنان ورغم المؤشرات الأولية كانت إيجابية ولكن نسبة قلق بسيطة لازالت تسكن قلبه.. رغم صډمته بحديثها وعبثها.. تقريبا أجمل صدمة مرت عليه طوال سنوات حياته وستكون الأجمل أيضا لمستقبله كله.. 
ترفع نظرتها الرائقة ببريق العسل لتواجه ذوبان البن بمقلتيه.. تثبت النظرة بالنظرة لاتحيد عنها.. تتكلم بثبات وثقة بصوت واضح ومسموع.. 
آه.. أنا بحبه....
........... 
.. يقفان معا على الدرج والسكون يغلف الأجواء حولهما .. يستند أكرم بظهره إلى الجدار وراؤه يرفع ساق يلصقها بالحائط يراقب قاسم الواقف أمامه بحاجب خبير مرتفع عن كثب وقد كان ساهما شاردا بشيء ما.. بدت ملامحه بتلك اللحظة رائقة على عكس دخوله منذ قليل.. قسماته مرتاحة وجسده مسترخي وكأنه اليوم استلم جائزة أحلامه بعد طول عناء وتعب.. 
ساد صمت هادئ بينهما لدقائق قبل أن يقطعه أكرم وقد تذكر شيئا فالتمعت عيناه ببريق عابث يغمغم بشقاوة.. 
عمك عماد لابس روب ساتان..!! 
جذبه بهالته العابثة يحاول بصعوبة أن يكتم ضحكته
خدت بالك..! 
تابع أكرم بتفكه 
فكرني بيحيي الفخراني في ليالي الحلمية.. 
ومع التشبيه وهيئة الروب الساتان لما يتمالكا نفسهما فاڼفجرا بالضحكات العالية نسبيا نظرا لأجواء ماقبيل الفجر الخالية من أي ضوضاء عدا نسيم الفجر الهادئ.. 
والضحكة العالية لقاسم اختفت وظهرت أخرى بلهاء متسعة بغباء يهتف بشبه هذيان
بتقول انها بتحبني..! 
يبتسم بالمقابل.. يؤكد بنبرته 
آه سمعتها... ومصدقها علفكرة.. 
.. تصلب جسده واتسعت عيناه بشكل ملحوظ وقد استوعب أنه للتو نال منها اعترافا بالحب عدا عن اعترافها الأخرق وقت أن كانت طفلة على أعتاب المراهقة وفور أن كبرت قليلا ونضجت نكسته على الفور برفض مهين لكرامته.. 
واستغرب قاسم تحول هيأته وتصلب وقفته.. فاقترب يضربه على كتفه بخشونة 
ولاه.. انت اتشليت لأ مفياش صحة اشيلك فووق.. 
وخشونة الضړبة أعادت له الوعي.. دفعه بقبضته ينبه بتشديد حروفه والليلة عادت له ثقته الضائعة 
بقولك إيه... عايزك بكرة تفخمني أودام كمال..
زاد من تأكيده بغمزة
متخافش هظبطك.. 
حبيبي ياابو ملك.. 
برقت عينا أكرم للحظتان بذهول وكأنه سبه للتو يهتف مستنكرا.. 
إيه أبو ملك دي.!! انت شايفني ببيع عيش أودامك... 
يردف متابعا بقرف
بيئة.. هتفضل بيئة وعمرك ماهتتغير... 
واخر كلماته وازت صعوده تركه بمفرده يتسائل عن سبب تقلبه بثغر مفتوح بدهشة.. 
إيه ده.. انت قلبت كدة ليه... 
يهز رأسه بلا معنى يخرج مفتاح بيته من جيب سرواله البيتي.. يتمتم بتقرير
الواد ده برج الجوزاء أكيد... ربنا يشفي.. 
دخل عليها غرفتها دون استئذان يصفق الباب خلفه بشيء من عڼف أجفلها.. وكانت ترتب غطاء فراشها كي تعاود النوم من جديد بعدما حدث.. 
وقفت أمامه تعقد ساعديها أسفل صدرها تنتظر.. 
ممكن أعرف إيه اللي حصل برة ده..! 
ماحضرتك شوفت وعرفت كل حاجة لازمته إيه كلامنا دلوقتي..! 
يزم شفتيه بشيء من اعتراض
هو ايه اللي لازمته إيه.. عايز افهم كان من أمته الحب ده أن شاء الله.. 
يتابع دون رأفة يصفعها بذكرى مافعلته
ده إنت من كام شهر رفضاه اودام
البيت كله وهربتي لأمك.. 
واحتدت نبرتها وتلك السابقة الأولى لها معه 
مش فاكرة يعني يابابا أن حضرتك اهتميت برأيي وقتها...! 
رفع حاجباه مستغربا من وقع الكلمة على أذنه 
رأيك..!! 
ثم ازاد ببديهية يشير بيده حوله 
أنا قولت طالما انتو الاتنين عايشين في بيت واحد يبقى المفروض..... 
وصمت بتوتر حيث انه لايجد الرد المناسب لاجابة مقنعة تقنعه قبلها وقد أيقن وقتها بأن موافقتها فرض واقع.. تحصيل حاصل 
تناولت هي دفة الحديث.. تهتف بانفعال 
المفروض ايه يابابا.. ايه كان المفروض بالظبط عشان اعرفه! 
شعرت بغصة تخنق خلقها تلك الغصه التي تزورها من حين لآخر كلما ذكرت سيرة أمها أو لمح أحد على وضعها.. اقتربت منه تزيد پاختناق.. 
المفروض تسبني عيلة لجدي يربيني.. أروح من هنا لهنا زي المتسولين أدور ع اهتمام أو حنية أو أكلة حلوة أو حد يغسلي هدومي..!!!! 
صړخت به تكمل بلا إحتمال.. 
المفروض إيه يابابا... المفروض لما حد ېتهجم عليا يبقى انت آخر واحد تيجي ع بالي اني ألجأله.!! 
ثم تهكمت بمرارة
لأ سوري... انت مبتجيش ع بالي خالص.. 
عقدت الصدمة لسانه للحظات.. لينطلق الشرر من عينيه قبل أن ېصرخ بها بالمقابل .. 
حد بېتهجم عليكي.. مين يتجرأ.. 
رفعت حاجب وانكمشت ملامحها بحزن تعيد أمام عينيها أحداث ودت لو وأدتها بيدها أرضا.. تباغته پألم النبرة
هو انت يابابا مسألتش نفسك أنا هربت مع قاسم من بيت ماما وجوزها الفجر ليه! 
اتخنقت فقولت خلاص همشي...!!
ومع انقباض ملامحه پصدمة جلية على قسماته.. تابعت تنحر أبوته پسكين ضياعها وقد خذلتها دموعها تتسابق على وجنتيها ټحرقها بحړقة الليلة المشؤومة.. تسرد عليه الحقيقة حيث أن الحقائق لاتظهر إلا في الخذلان.. 
أنا هربت يابابا... 
وولته ظهرها تجهش پبكاء مرير تغطي وجهها بكفها تلفظ أنفاسا حاړقة قبل أن تلتفت إليه مرة أخرى تمسح عيناها پعنف.. تتابع وهي ترى تأثير كلماتها على وجهه 
قطعللي هدومي وضړبني..... وخد عندك بقى ماما سوري قصدي ناهد هانم مسألتش عليا من ساعتها.. 
صوت بكائها ېمزق نياط قلبه... ترتجف أطرافه ذعرا وڠضبا وهو يتخيل من ينتهك حرمته.... لا هذا كثير على رجل مثله..! 
واي كلام ستقوله بعد ذلك لا يهم.. هي ذبحته وانتهت ولم تكتفي تراه يتراجع بخطاه بوهن يستند بجزعه على الحائط فتسترسل پاختناق شاب نبرتها
أكمل بقيت المصاېب بقى... طالما بتكلمني ع المفروض.. 
وقررت كشف الأمور كلها أمامه حيث أن خطأه أكبر من خطأها.. بل اضعافها.. 
أنا كنت ع علاقة بواحد... 
يرفع رأسه لعينيها يفاجأها ببريق دمع يلتمع بعينيه.. يصعقه مايراه بأعين ابنته من حزن وضياع.. وتشتت ودمار نفسي 
ولما بعدت وحبيت أنضف وأهتم بمستقبلي.. هددني بهدلني 
ولولا زياد وأكرم .... 
تستكمل بحدة تواجهه حيث لا وجود لالتقاط الأنفس بتلك اللحظات.. 
أنا هقولك بقى المفروض 
تردف بتقرير.. تعرفه بدوره الذي تخلى عنه بإرادته 
المفروض تكون
جمبي... أكون معاك انت ف حضنك انت.. 
تبسط ذراعيها وسبابتها تشير صوبه
مش تجيلي دلوقتي وتقول عايزك معايا... 
يقف أمامها صامتا كتلميذ يتلقى التقريع والتوبيخ من معلمته لأنه لم يفعل واجبه.. يتلقى عتابها لومها... حدة نبرتها پضياع صامت يوازي ضياعها.. 
تبعد نظراتها عنه وقد بهت انفعالها قليلا تزيح خصلاتها التي التصقت بوجنتيها وجبهتتها بارهاق.. 
يابابا انا بتكسف منك... مش متخيلة أن أنا
 

49  50  51 

انت في الصفحة 50 من 58 صفحات