الخميس 26 ديسمبر 2024

قصة انا لها شمس

قصة انا لها شمس

انت في الصفحة 6 من 18 صفحات

موقع أيام نيوز

الماسخين بتوع كل مرة دول واسمعيني كويسأنا حايشة عنك عزيز بالعافيةفمتسوقيش فيها عشان اخوك مستني يشوفني هعمل إيه معاكوإنت عارفة عزيز كويسلو اللي في دماغه ممشيش هيهد الدنيا على دماغك
واستطردت لتخيفها علها تتراجع 
ده مش بعيد ييجي ياخدك من قلب

الشغل مجرورة من شعرك ويفرج عليك الناسفخديها من قصيرها وتلمي هدومك إنت وإبنك وترجعي وتتقي شړ إخواتك
رجوع مش هرجع وأعلى ما في خيلكم إركبوه وخلي رجالتك يوروني هيعملوا إيه...نطقت كلماتها بحدة لتسترسل بټهديد 
وأقسم بالله العظيم لو حد فيهم قرب لي أنا ولا إبني لانهشه بسناني والبسه قضية ميطلع منها أبدا. 
قالت كلماتها التحذيرية واغلقت الهاتف قبل أن تنطق الاخرى بحرف واحدظلت تنظر أمامها وبدون سابق إنذار خانتها دموعها لتنهمر على وجنتيها كشلالتركت لها العنان لتتخلى عن وجه القوة التي رسمته باحترافية شديدة وباتت تصدره للجميع وتتوارى خلفهبكت بحړقة حتى انتفض جسدها أثر بكائها الشديدلقد قررت الإبتعاد عن عائلتها وقررت الهروب والعيش وحيدة هى وصغيرها في تلك المدينة الواسعة لتنأى من بطش جميع ذكورهافلقد ابتليت بكثرة الذكور بحياتها وإلى الأن لم تجد ذاك الرجل التي تستطيع الإستناد والإعتماد عليه لذا قررت الإنسحاب والبدأ من جديد ولتكن هي السد المنيع لها ولصغيرها بهذه الحياة
ليلا داخل قصر سيادة المستشار علام زين الدين 
ولج فؤاد بسيارته من بوابة القصر ليترجل بعدما صفها بمكانها المعتادتطلع بعينيه يتفقد المكان ليبتسم حين رأى شقيقته تجاور زوجها الجلوس فوق الأريكة الموجودة أمام حمام السباحةوسط أجواء هادئة تدعو للإستجمام تحرك صوبهما ليقول بوجه بشوش 
مساء الخير
مساء النور يا فؤادأخبارك إيه...قالها ماجد بهدوء ليجيبه الاخر برزانة 
أنا تمام إنت كويس 
ماشي الحال...قالها وهو يهز رأسه لتقول فريال بحنو 
تعالى إقعد معانا يافؤاد
تنهد ليجيبها باعتذار 
معلش يا حبيبتييومي كان طويل وعندي شغل كتير بكرةيادوب أطلع أخد شاور وأنام
وقفت لتتحدث باهتمام كعادتها مع شقيقها التي تعتبره نجلها برغم أنه يكبرها بعدة أعوام 
هخلي سعاد تجهز لك العشا حالا علشان تتعشى قبل ما تطلع اوضتك
أوقفها وهو يمسك رسغها برفق ليقول 
متتعبيش نفسك يا رولا أنا اتعشيت مع واحد صاحبي
مش عارف ليه عندي إحساس إن صاحبك اللي بتتعشى معاه من وقت للتاني ده هتطلع في الاخر مزة وهتطلع سيادتك مغفلنا كلنا وعايش لنا فيها دور عدو المرأة وإنت مقضيها جولات مع الفاتنات
انطلقت ضحكة مرتفعة منه وصلت حد القهقهة ليضحكا الزوجان على ضحكاته ليتوقف بعد ثواني وهو يقول 
ضحكتني يا دكتور والله بس تعرف يا ماجدمش إنت متجوز اختي من أكتر من خمس سنين بس شكلك لسة متعرفش مين هو فؤاد زين الدين
قطب ماجد جبينه ليرفع الاخر قامته للأعلى وبقوة استطرد بإبانة 
أنا زي الشمس مبستخباش ورا عمايلي ولسة متخلقش اللي يجبرني أكدب أو أخبي حاجة
مالك قلبتها جد كدة يا سيادة المستشارأنا بهزر معاك...نطقها ملتمسا العذر ليقول الاخر 
عارف إنك بتهزر يا دكتورأنا حبيت بس أوضح لك نقطة اتذكرت في سياق الكلام
وهم سريعا بالانسحاب قائلا كي لا يعطي المجال للحديث أكثر 
تصبحوا على خير 
نظر بشرود في أثره ليقول متوجسا 
هو زعل ولا إيه أنا كنت بهزر والله.
جلست من جديد لتقول بأسى وهي تتابع انسحاب شقيقها للداخل 
هو عارف كويس إنك بتهزر يا حبيبيبس الموضوع القديم شكله أخد محور جديد في حياته 
زفر بضيق وتحدث بتأنيب ضمير 
الظاهر إننا لازم ناخد بالنا أكتر من كدة وإحنا بنتكلم معاه
تطلعت لعينيه وتحدثت بعينين شبه دامعتين 
أنا حاسة إني عاجزة قدام مشكلة أخويا يا ماجد مش عارفة أعمله إيه علشان أخرجه من الدايرة دي
تنهد بأسى لأجل حبيبته ثم قال بإبانة علها تقتنع وتترك شقيقها وشأنه 
ريحي نفسك يا رولاأخوك مش صغير ومش محتاج وصي في حياته ده راجل معدي ستة وثلاثين سنة يعني ناضج كفاية بإنه يعرف مصلحته ولو هو مقتنعش بفكرة الجواز مرة تانية مفيش مخلوق هيقدر يفرض عليه الفكرة
أطرقت برأسها قائلة بحزن 
للاسف كلامك صح
سحبها كي يخفف عنها ثم تحدث بمداعبة 
إحنا كنا بنقول إيه قبل فؤاد ما ييجي 
ضحكت لتذكرها واندمجت معه مرة اخرى
صباح اليوم التالي 
كانت متواجدة بمكتبها عندما ولجت إليها هانياوابلغتها بحضور رب عملهما إلى الشركة لتنهض سريعا وتتحرك متجهة صوب مكتبأيمن والذي يفصل بينهما بابا داخليا حيث أن مكتب أيمن يوجد له بابان بابا خارجي منفتح علي حجرة مكتب السكيرتارية والأخر على الحجرة الخاصة بمديرة مكتبهإيثار خطت للداخل لتقول بذهول 
ده حضرتك هنا بجد أنا مصدقتشهانيا وهي بتقول لي إنك وصلت

لمكتبك وعاوزنيمعقولة تنزل الشركة وإنت لسة تعبان!.
طب قولي لي حمدالله على السلامة الاول وبعدين حققي وبعدين مش كفاية عليا تحقيق دكتور أحمد ونيللي هيبقى هما في البيت وإنت هنا يا إيثار... نطق كلماته لائما لترد باستغراب 
أنا بصراحة مستغربة ومش عارفة دكتور أحمد ساب حضرتك تخرج إزاي!
تنهد ليتراجع بمقعده للخلف وقد بدا عليه التعب وعدم التعافى الكامل ليقول بإبانة 
أنا خرجت منهم بإعجوبة بعد ما أقنعتهم إني لو فضلت قاعد في البيت ممكن يجرى لي حاجة
واستطرد بجدية 
خلينا في المهم إتصلي بشركة طارق الرفاعي وخليه ييجي علشان نعقد الإجتماع اللي إتأجل إمبارح
تحدثت باعتراض لطيف 
يا باشمهندس حضرتك لسة تعبانحرام عليك اللي بتعمله في نفسك ده
أجابها بابانة 
أنا كويس يا إيثار وهقول لك اللي قولته لولادي ونيللي اللي زيي مبيتعبش من الشغل اللي زيي بېموت لو بعد عن شغله وشركته يا بنتي
استطرد ليحثها على التحرك 
يلا بقى اسمعي الكلام وبلغي الراجل علشان يلحق يظبط مواعيده
هزت رأسها باستسلام وتحركت لتنفيذ ما أمرت بهفي تمام الساعة الحادية عشر وداخل قاعة الإجتماعات الخاصة بالشركة كانت تجلس بجوار أيمن تتابع بتركيز ما يقال داخل الإجتماع وتدونه بدفترها حيث حضر طارق الرفاعي وبعضا من موظفيه لحضور الإجتماع وإبرام الصفقة استمعت لاصوات عالية تأتي من مكتب السكرتارية فنهضت سريعا بعدما رأت نظرات أيمن الغاضبة انسحبت للخارج لترى ما المشكلة وتنهيها وتحاسب المتسبب بإحداث تلك الفوضى بوجود الزائرين وجدت هانيا تقف أمام رجلين أحدهما يرتدي حلة سوداء ويبدو من هيئته الوقار والثراء وهذا ما استشفته من ظهرهاستمعت إليه يهتف غاضبا 
تدخلي حالا تدي للمدير بتاعك خبر بوجودي وإلا مش هيحصل لك طيب
فيه إيه يا حضرة صوتك عالي ليهلازم تراعي إنك موجود في شركة محترمة مش في سويقة...كانت تلك كلماتها التي نطقتها بحدة واستنكار ليستدير لها شاملا إياها بنظرات ازدرائية من رأسها لأخمص قدميها تحت إثارة ڠضبهارفع حاجبه الأيسر ليتحدث بتقليل من شأنها 
وإنت تطلعي إيه إنت كمان
رمقته بنظرة إستنكارية لتهتف هانيامتطوعة بالإجابة 
دي الأستاذة إيثار الجوهريمديرة مكتب أيمن بيه
سكرتيرة زيك يعني... نطقها بازدراء ليسترسل بصرامة موجها حديثه إلىهانيا 
شوفي لي حد محترم في أم الشركة دي أكلمه
رمقته هي بنظرات ڼارية ولو كانت النظرات تصيب لتفحم وتحول إلى رمادا أمامها نطقت بصوت يبدو هادئا لكنه يحمل بين طياته حربا باردة 
حضرتك الموظفين المحترمين عندنا مبيستقبلوش غير العملاء المميزين لكن أنا وزميلتي موجودين علشان نقابل أمثالك
قالت جملتها الأخيرة وهي ترمقه بنظرة ذات مغزى ليرفع حاجبه الأيسر قائلا بتكرار لجملتها 
العملا أمثالي 
واستطرد بذات مغزى 
طب إدخلي يا شاطرة قولي للي مشغلك إن وكيل النائب العام المستشارفؤاد علام زين الدين عاوز يقابله وحالا
للأسف يا سيادة المستشار اللي مشغلني عنده إجتماع مهم ومستحيل أقاطعه علشان أبلغه بوجود جنابك...نطقت كلماتها ببرود استفزه لتنظر إليه باستنكار مسترسلة 
وعلى ما أظن إن حضرتك مش واخد ميعاد سابق
اشتعلت عينيه بشرارات الڠضب وهدر وهو يقول بحدة بالغة 
إلزمي حدودك معايا واتكلمي كويس وإعرفي إنت واقفة قدام مين
بقوة أجابته 
حدودي انا عارفاها كويس جدا ومش محتاجة حضرتك تعرفها ليوبالنسبة لشخص جنابك فده شيء ميخصنيش لأني لحد الأن متخطيتش حدود اللباقة معاك
إزداد إنعقاد حاجبيه وهو ينظر إليها متعجبا قوتها لا ينكر أنه أعجب بشموخها رغم اشتعال روحه من مجادلتها لهأغمض عينيه محاولا تنظيم أنفاسه كي يستعيد هدوئه حتى لا يحتد عليها أكثر ثم تحدث قائلا بإبانة 
إسمعيني يا... قولتي لي إسمك إيه
أستاذة إيثار... نطقتها بعزة وشموخ ليبتسم داخله برغم جمود ملامحه الخارجية ثم تحدث من جديد مفسرا بعدما تملك من حالة الڠضب التي شملته 
أوكإنت شكلك كدة مش فاهمة الموقف فأنا هشرح لكأنا وكيل النائب العام المكلف بالتحقيق في قضية الإغتيال اللي حصلت قدام الشركة من يومين والمفروض إني كنت هاخد أقوال أيمن الأباصيري النهاردة في المستشفيبس لما روحت أنا والكاتب لقيناه خرج من المستشفى وإبنه بلغني إنه موجود هنا في الشركة 
واستطرد بنفاذ صبر 
فياريت تدخلي تبلغيه لأن كدة بتعطلوا وقت النيابة وده غلط عليكم
كان يتوقع ردا لطيفا لكن حدتها لم تتراجع حيث تحدثت بما استفزه 
للأسف مش هينفع
قست نبراته مع هذا الڠضب الذى ظهر بعينيه وهو يرمقها قائلا 
إنت كدة تعديتي حدودك معايا وعنادك ده هدفعك تمنه غالي
تحدثت بصوت هاديء

لتشرح له موقفها 
يا أفندم أنا لا بعاند معاك ولا حاجةإسمح لي زي ما حضرتك شرحت لي سبب الزيارة أبين لك أنا كمان سبب كلامي
واسترسلت مشيرة بكفها نحو مكتبها باحترام 
ياريت تتفضل معايا في مكتبي أشرح لك أسبابي وإنت بتشرب قهوتك
توقفت لتسأله
قهوة حضرتك إيه
توقف أمامها ليتأمل ملامحها الصارمة نظارتها الطبية التي أعطت لها مظهرا عمليا ووقارا غريبا يجبر من يتحدث معها على إحترامهابجانب تلك البدلة العملية التي توحي لمدى جديتها بالحياةقطب جبينه متعجبا طريقتها ليتنهد قائلا باستسلام 
سادة
الټفت للكاتب وسألته بابتسامة لطيفة أثارت تحفظ فؤاد حيث أخذها من باب عدم الاحترام لشخصه 
وقهوة حضرتك 
أجابها الرجل فنظرت إيثار للفتاة وأملت عليها جلب القهوة إلى مكتبها لتتقدم الرجلين متجهة صوب مكتبها الخاص لتجلس خلف مقعدها بعدما جلسا الزائرين وضعت ذراعيها أمامها وبدأت تتحدث بوقار 
الباشمهندس أيمن لسة تعبان وحالته الصحية مش أحسن حاجةهو حضر مضطر علشان يتمم صفقة مهمة جدا للشركة المفروض كانت تتم إمبارح وكل يوم تأخير بيكلف الشركة خسارة لمبالغ كبيرة
واسترسلت بإبانة 
الناس اللي جوة مع الباشمهندس ناس عملية بطريقة لا تتخيلها الدقيقة عندهم بتتحسب بفلوس
هزت رأسها برفض لتسترسل 
مينفعش اقتحم الإجتماع واطلب منهم ينتظروا لحد ما الباشمهندس يخلص كلامه مع حضرتك 
كان ينظر إليها بتعمق واضعا كف يده فوق ذقنه يتحسسها بتأمل لتستطرد كلامها
خلينا نتكلم بموضوعية اكثر سيادتك جاي تاخد أقوال الباشمهندس في اللي حصلسؤال هيجيب سؤال وموضوع هيفتح موضوع تاني
ضيقت بين حاجبيها بتفكر لتستطرد 
يعني أقل حاجة الاستجواب هياخد ساعة ده إذا مكنش أكتر تفتكر حضرتك الناس اللي جوة دي هتقدر تنتظر ساعة!
كنت دايما بستغرب من لقب مديرة مكتب كنت بقول لنفسي دي مجرد منظرة من صاحب الشركةأصل هتكون بتعمل إيه يعني أكتر من اللي السكرتيرة بتعمله...قال كلماته باستخفاف ليستطرد باستحسان 
لكن بصراحة بعد الموقف دهأمنت بأهمية دور مديرة المكتب
أومأت شاكرةتقدمت هانياعامل البوفيه لتتحدث بهدوء إلى إيثار 
القهوة يا استاذة
قدمها للضيوف يا عزت... جملة عفوية

انت في الصفحة 6 من 18 صفحات