رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف كامله
رواية بين الحقيقه والسراب بقلم الكاتبة فاطيما يوسف كامله
واستعطاف
أنا متأسفة جدا لتأخيري يادكتور بس والله ڠصب عني ظروفي صعبة جدا هي إللي أخرتني وطمعانة من حضرتك إنك تدخلني الإمتحان ومتضيعش عليا المادة .
فكر مع حاله وأوجعه استعطافها واعتبرها مثل إخوته لو وضعوا في نفس الموقف
فأشار إليها بيديه أن تدلف إلي مقعدها وأعطاها ورقة الأسئلة والإجابة
جلست وبدأت في الإجابة بهدوء وصمت مثل باقي زملائها وجاهدت حالها علي عدم الإنهيار من شدة التعب والإجهاد الذي تشعر بهم
ولكنه كل حين ينظر إليها بفضول انتابه فجأة
لاحظ عليها التعب والإجهاد واضحين للأعمي يراهم ولكن وجدها تجاهد حالها فقرر أن لا يشغلها حتي تنتهي فهي متأخرة مايقرب من ساعة
نظرت إليه باستعطاف أن يمهلها عشر دقائق فقط كي تنهي الإجابة وقبل أن تتحدث أحس هو بطلبها فأشار إليها أن تكمل لأنه لاحظ إجهادها
وبعد ربع ساعة بالتمام أنهت الإمتحان وذهبت لكي تعطيه الورقة و إذا بها قبل أن تصل إليه قوتها ټنهار وتسقط مغشيا عليها قبل أن تسلمه بالورقة
تمعن في ملامحها البرئية والتي من الواضح أن ورائها انكسار وحزن يكسوا معالم وجهها
ثم حاول إفاقتها ضاربا علي وجهها بهدوء مرددا بقلق
آنسة مريم آنسة مريم فوقي
إليها علي عجالة ومرر يداه علي أنفها
وبالفعل استجابت لمحاولته وتململت بين يديه وبدأت بفتح عينيها رويدا رويدا
وتقابلت زرقاويتها مع عسلية عيناه عن قرب شديد
هدأت من روعها وما إن وجدها أفاقت وتحاول لملمة شتاتها تركها بهدوء
مالك ياآنسة مريم شكلك مجهد جدا وباين التعب جدا علي وشك إنتي بتشتكي من حاجة معينة تاعباكي
رمشت بأهدابها بتوتر وإجهاد وأجابت باختصار شديد
لأ الحمدلله مش بشتكي من حاجة بس كنت مجهدة بسبب ضغط المذاكرة
ثم شكرته بامتنان علي وقوفه بجانبها وعدم حرمانها من الإمتحان ولملمت أشيائها وغادرت بهدوء كما دخلت
إلي طيفها بشرود وردد مع حاله بشرود
دي مالها دي
دي شكلها وراها حوار كبير أوي
ثم جمع الأوراق الخاصة بالإختبار وغادر تاركا المدرج وتلك المريم بغموضها غاصت اعماق عقله
في شقة راندا المالكي
جالسة مع أبنائها تدون في دفترها الأشياء التي ستأخذها معها وهي مسافرة إلي زوجها دبي حيث انتهي أبنائها من آداء الامتحانات منذ اسبوع وحان وقت سفرهم إلي زوجها الحبيب يقضون معه الأجازة الصيفية
ومن عادتها قبل أن تسافر إلى أي مكان تدون الأشياء التي تحتاجها وتراجع عليها ليلة سفرها حتي لاتنسي شئ ويكون هاما وټندم فيما بعد فهي مرتبة ومنظمة جدا ولا تسمح بالتهاون في شئ
وإذا بالهاتف الخاص بها يعلن عن وصول مكالمة
نظرت للهاتف وابتسمت بفرحة وأجابت علي الفور بابتسامة
حبيبي كنت لسة علي بالي وبفكر فيك والله ولقيتك بتتصل عامل ايه يا هوبة
ابتسم زوجها وأجابها وهو يدخل شقته في الكويت عائدا من عمله وقال مشاغبا لها
وياتري بقي ياست راندا أنا بغيب عن بالك وبختفي ساعات ولا أنا في بالك علطول
إبتسمت بحالمية وهي تداعب خصلة شعرها وتحدثت بنبرة يملؤها الحنين لزوجها الحبيب الغائب الحاضر الغائب بجسده ولكن حاضر بروحه ويحاوطها في كل مكان
إنت مبتغيبش عن بالي ياإيهاب علشان أنساك أو بالأخص مفيش حاجة بتشغل بالي غيرك ياحبيبي .
وعلي جانبيها أبنائها يعزفون بأيديهم كطريقة للمداعبة علي حديث والدتهم حين تحادث أباهم وتنسي نفسها من شدة الإشتياق
فنظرت إليهم وضحكت بصوت عالي آثار دهشة زوجها وسألها بفضول
ياتري بقي إيه إللي طلعك من الإنسجام مع جوزك حبيبك وخلاكي تضحكي أوي كدة
انتبهت لسؤاله وتوعدت بالإشارة