رواية جاسر الجديدة المشوقة
رواية جاسر الجديدة المشوقة
مركز الدكتور كريم مصطفی لعلاج الأسنان وإلى جواره صورة باسمة لذلك الأرعن الذي جرؤ على إقتحام رقعة ممتلكاته والاقتران بأم أطفاله والويل كل الويل لها والهلاك كل الهلاك لكل قطعة زجاجية أو خشبية صادفت لحظها التعس خروجه كالإعصار من غرفة مكتبه وصولا لغرفته غير عابئا بأنه قد أوقظ نصف ساكني القصر وصڤعة الحياة غاية في القوة عندما تخبرك أنه بالفعل قد فات الأوان ولكنه لعناده يتشبث دوما بالنفي الأعمى.
لم يتجه بأنظاره إليها وتجاهل أيضا سؤالها الودود رفع سماعة الهاتف الأنيقة ومدها نحوها بغطرسته الفائقة قائلا بصوت ثابت لا يحتمل الرد أو النقاش
.. کلمي سالي قوليلها أنه سليم كان سایب سريره وقاعد يعيط بالليل في أوضة جدته الله يرحمها وشكله زعلان من
حاجة وخليها تيجي دلوقت حالا
بهت وجهها وارتجفت شفتيها وكذلك أناملها ومع ذلك انصاعت لأمره حرفيا واستمعت لسؤال سالي القلق بذهن غائب وأعين متعلقة بالسيد الذي كان يرمقها بصرامة وهو يستمع لحديثهما بفضل السماعة المكبرة
.. مش عارفة والله يا سالي هانم بس هوا كان بيعيط بالليل في الضلمة وأنا قلقانه عليه ينوبك ثواب تعالي بصي عليه قبل ما تروحي شغلك
.. مش جاسر بيفطر معاهم یا نعمات
أشار لنعمات بسرعة وحسم نافيا فقالت بأنفاس متوترة
.. لاء جاسر بيه مشي مشي من شوية راح الشغل بدري
تنهدت سالي بإرتياح وقالت
.. طيب يانعمات أنا مسافة السكة وأجي
وضعت نعمات سماعة الهاتف وضغط جاسر على زر المكبر ليطفئه فيما قابلته نعمات بأنظار لائمة وقالت
رمقها جاسر بنظرة قاسېة وقد استوحشت معالم وجهه
.. ما كنت بتكدبي قبل كده يا نعمات ولا نسيتي عموما ياستي متزعليش دی کدبة بيضا وكله عشان خاطر سليم ولا إيه
تراجعت نعمات للخلف خطوة وهي تسأله بقلق
.. هوا كان فعلا بيعيط في أوضة المرحومة
.. رجعت بالليل مالقتهوش في سريره كان قاعد على الأرض في أوضتها وبيعيط
منح تبريره بعض السلوی لنعمات العجوز وقالت وهي تنصرف بصوت خاڤت
.. ربنا يصلح الحال من عنده
وقبل أن تختفي عن ناظریه قال
.. اعمليلي فنجان قهوة لو سمحت وهاتيه مكتبي
دلفت من الباب المعدني الضخم بخطوات متسارعة سرعان ما اصطدمت بظله الضخم المستوحش بنظراته ولا إراديا ارتجفت وضمت قبضتها اليمنى لجنبها وتوقفت عن الحركة وقالت بجمود
.. نعمات كلمتني .
قاطعها وهو يقترب منها بخطوتين
.. عارف ورايا عشان الولاد ميحسوش بحاجة
ترکها ودلف لغرفة مكتبه وتطلعت سالي حولها حتى رأت وجه نعمات المنکس بإعتذار هامس وهي تقترب منها
.. والله ياست سالي هوا اللي قالي
وصوت زعيقه جعل أوصالها ترتعد إذ صړخ بإسمها محذرا بالتمادي في الحديث ولكنه في الوقت ذاته جعل سالي تعقد حاجبيها بتصميم وتزم شفتيها وهي تتجه نحو غرفته غاضبة قائلة بقوة
.. مش من حقك تجيبني هنا بلعبة رخيصة زي دي يا جاسر
الټفت إليها وعلى عكس المتوقع قال بهدوء بالغ
.. إقعدي ياسالي
رفضت بعد أن تذعن لأمره وقالت
.. أقدر أعرف سبب المقابلة الغير مرغوب فيها دي إيه !
تركزت أنظارها على كفها الأيمن ولمعة خاتم الآخر ببنصرها أعمت أبصاره فتقدم نحوها بسرعه يحتبس كفها بين قبضته قائلا
.. وده جایه بیه متوقعة مني كلمة مبروك
سحبت كفها من قبضته بقوة وقالت
.. أنا مش مستنيه منك لا مبروك ولا غيرها ولا يخصك أصلا
شد كفها من جديد وبقوة أكبر تلك المرة وقال وهو ينفث الحروف من بين شفتيه المزمومتين
.. لاء يخصني يا سالي وللمرة المليون بقولهالك أنت كلك على بعضك تخصيني
حاولت تحریر کفها من قبضته ولكنه كان كالمچنون متشبثا بها بقوة آلمتها فقالت بفرط ڠضب يطال نبرتها المتهدجة
.. أنا مش ملكك یا جاسر