رواية جاسر الجديدة المشوقة
رواية جاسر الجديدة المشوقة
وقالت
.. طب هستناك في العربية
مضت سالي في طريقها والتفتت آشري نحو أسامة قائلا
.. متأخذنيش يا أسامة أنا معرفش حد من الليدز اللي جوه وبابي دخل صوان الرجالة بس كنت عاوزة أعزي جاسر وزیاد
تنهد أسامة قائلا
.. هوا جاسر في الصوان جوه هروح أندهه دلوقت لكن زیاد هتلاقيه في أوضة المكتب
.. البقاء لله یا زیاد
انتصب قائما وتقدم منها بخطوات واثقة وتلقى كفها برحابة صدر قائلا
فقالت آشري مستنكرة
.. ده واجب عليا يا زياد هز زیاد رأسه پألم وقال مؤكدا
.. طول عمرك صاحبة واجب
وساد الصمت بينهما وخفقت صدورهم بالكلمات المحتبسة لا صرح هو عن ندم يغتال لياليه ولا صرحت هي عن شوق تأن به أضلعها فقالت في محاولة لجذب أطراف الحوار
.. اختفيت
.. استقريت في القاهرة فتحت مشروع کده صغير كافية مع واحد صاحبي معرفة وكنت مشغول شوية الفترة اللي فاتت أول ماعرفت الخبر جیت بس كعادتي متأخر
فقالت آشري وهي تشد من أزره
.. بس المهم أنك جيت في الآخر
هز زیاد رأسه بإيجاب
.. لحقت الډفنة بس كان نفسي .
.. کله مكتوب ومقدر یا زیاد
ضحك زیاد من بين دموعه المنهمرة وخفقات صدرة العشوائية الإيقاع رغما عنه وقال وهو يبتعد عنها
.. اسمها مقدر ومكتوب أنا هفضل أعلم فيكي لحد أمتي!
رفعت آشري كفها بلا مبالاة ساخرة
.. مهما تعمل وبعدين ما أنت خلاص سيبتني
.. أنت تستاهلي الأحسن مني
حدقت فيه بقوة من بين دموعها وعيناها تصرخ أنها لا تريد سواه ولكنها بعزة نفس رفعت رأسها بكبرياء وقالت
.. أشوف وشك على خير يا زياد
خرجت آشري مسرعة لتستوقف مرة أخرى أمام الرجلين فحيت جاسر قائلة
.. البقاء لله يا جاسر شد حيلك
..
منجلكيش في حاجة وحشة آشري
فهزت آشري رأسها بتحية وانصرفت نحو السيارة التي تقل سالي والأطفال مما جذب إنتباه جاسر الذي الټفت لأخيه الساكن الجواره وقال
.. هيا سالي أخدت الولاد
هز أسامة رأسه وقال بعند
.. أيوة هيا طلبت مني أقولك بس ده أمر مفروغ منه مش مستحب يقعدوا في أجواء زي دي
فانصاع جاسر بعقلانية للأمر وقال
.. کده أفضل فعلا
.. أنا آسفة
اتسعت عيناها متعجبة واقتربت منها لتربت علي ذراعها وهي تتأمل رأسها المتدلي بذنب
.. آسفة علي إيه آشري
تنهدت الأخرى الغارقة في بحر من الندم والضياع وما يسحب الهواء من صدرها بحق ذاك الشعور بالإثم
.. أنا اللي شجعتك على الخطوة دي لولا زني كان زمانك معاه
وأردفت ساخرة وفي الواقع من حالها
.. كنت فاكرة أن الطلاق ده بيس أوف كيك
لو لم يكن اليوم مأساويا بامتياز ولو لم تكن عاصرت مشاعر وأحاسيس طاحنة مزقتها وأعادت ترتيب أشلائها على نحو جديد وغريب عليها لأطلقت الضحكات المتعالية وسط جنوح الليل ولم تبالي لأعراف ولا لتقاليد اقتربت منها ورفعت رأسها لتواجهها ومزقت ذنبها الفاضل بعناق طاحن ووضعت على وجنتها وسط ذهول بقية معالم وجهها
.. بالعكس ده أنا اللي بشكرك حقيقي ومن كل قلبي أنت أنقذتيني من نفسي
ولازالت الدهشة تقتات على أنفاس صدرها المتلاحقة
.. أنا ! أنا حاسة إني ضيعتك زيي
لم تظن أنه قد يأتي اليوم وتتبدل فيه الأدوار ولكن اليوم أضحى أعظم معلم عرفته منذ سنوات اليوم حملت من كانت تحمل لها دوما الحقد والعداء إلي قپرها راضية داعية لها بالخير واليوم أيضا تقف أمام من دفعتها دوما لتدفعها هي بالمقابل
.. أنا مضعتش یا آشري بالعكس أنا لقيت نفسي اللي توهت عنها من زمان أنت اللي دلوقت محتاجة تفصلي بين حالتك وحالتي
أومأت بالموافقة
.. فعلا زیاد مش جاسر بس أنت حملك أكبر مني ولادك .
ضحكة خاڤتة انفلتت منها ليست ساخرة بقدر ما كانت مريرة
.. هيبقالهم أخ أو أخت المدام حامل كان زماني قاعدة أسمع منها عن تعب الوحم وتقوليلي آسفة
فاتسعت عينا آشري پذعر وهتفت بإنجليزية خالصة
he is an idiot
التفتت سالي لتطالع وجوه أطفالها المتعبة التواقة وبشدة للخلود للفراش والنوم وقالت
.. معدتش تفرق أنا هروح إبقي طمنيني عليكي سلام
رفعت كفها لتودعها وقد اطمأن قلبها أنها لم تكن مذنبة بحقها أنها لم تدفعها دون قصد لتعيش تلك المرارة التي تذوقتها مؤخرا ولم تدري أنها كالعلقم لإختبار كسر أقوى ما يكون على ظهر المرأة وبالأخص عندما تفقد أبنائها فالكسر يكون مضاعفا
ودعت درية آخر النسوة اللاتي كن يتسامرن حتى ظهور السائق الخاص بإبتسامة صفراء فيما كان رنين هاتفها يتصاعد إلحاح مزر فأخرجته