رواية جاسر الجديدة المشوقة
رواية جاسر الجديدة المشوقة
يرجئ رجوعها لأخيه حتى يطمئن أنه سيحسن التصرف فقال
.. فيها شوية مشاكل ومديونات بس أنا كلفت فريق عندي يظبط أمورها
قالت سوسن دون موارية
.. أنا جمعتكم النهاردة وكان نفسي أخوكم يكون حاضر عشان موضوع مهم
رفع الإثنان رأسهما سويا لأمهما التي كانت كما يبدو على وشك إعلان هام
زفر جاسر ضائقا فيما قال أسامة
.. یاست الكل مافيش داعي لل . .
رفعت سوسن إصبعها له وأكملت حديثها قائلة
.. طبعا الشرع بيقول تتوزع عليكم بالعدل بس أنا ليا طلب
فقال جاسر
.. أمي أنت تقدري تتصرفي في أموالك زي ما أنت عايزة من غير ما ترجعي لحد فينا وتأكدي أننا هنكون راضيين
.. خلاص هكتب كل حاجة وهتلاقوا الورق في الدرج اللي جمب سريري
نظرت سوسن لابنها الأوسط پألم الذي أظلم محياه فهو كان يتجاهل فعليا حقيقة إقتراب فقدانه لأمه إذ أنه لم يتعافی بعد من حاډثة فقدان زوجته وطفلته الوحيدة ثم قالت
.. سنة الحياة يا أسامة وأنا وصلت فعلا لمرحلة إني زهدتها
.. ده العشاء الأخير ولا أيه يا أمي
حدقت به سوسن پغضب وقالت بعنفوان
.. عمر الشقي بقي وأنا ھموت بالنهار مش بالليل
عندها لم يتمالك أسامة وجاسر نفسيهما واڼفجرا ضاحكين وابتسمت لهما أمهما مؤكدة ببساطة
.. ربنا عند حسن ظن عبده وأنا طلبتها منه أموت بالنهار
.. اهو فعليا أنا ندمان أني مجيتش في وقتي كنت عرفت بتضحكوا عليا ولا بتضحكوا على أيه
واتجه إلى أمه ليقبل وجنتها ويدها بلطف فقالت باسمة وهي تتطلع لعيناه اللتان كانتا مظلمتان بشيء لم تفقهه فقالت بقلق
.. مالك فيك حاجة !
اتخذ زیاد مكانه ورسم ابتسامة زائفة على وجهه وقال
وجلس بعد أن حيا أخويه بهزة رأس وشرع في تناول
الطعام بتلذذ قائلا
.. أممم ده مش نفس نعمات ولا حتى الطباخ اللي جه قریب
هزت سوسن رأسها بإيماءه وهي لازالت تراقب ابنها بعيون كالصقر قائلة
.. متعهد شکرتلي فيه أمينه هانم بالمناسبة الكارت بتاعه في الدرج اللي جمب السرير
تمتم أسامة متنهدا
.. كل وأنت ساکت
ثم وجهت حديثها لزياد قائلة
.. أنت ومراتك عاملين إيه
رد زیاد بصراحة هادئة
.. اتطلقنا النهاردة
توقف الجميع عن تناول الطعام فجأة وكادت سوسن أن تصرخ به ولكنها تماسكت لتقول زاجرة
.. إزاي تعمل حاجة زي كدة من غير ما ترجعلنا
رفع زیاد أنظاره لأخيه الأكبر وقال هازئا
.. یعني هو كان الكبير رجعلك في أنه يطلق مراته أم عياله لما أنا أرجع مش الكبير ده قدوتنا
فقالت أمه حانقة
.. سيبك منه وبوصلي هنا
الټفت زیاد لأمه فيما قال جاسر
.. أنا حياتي الشخصية مش مقياس والمشاكل اللي بينك وبين آشري كانت تتحل بطریق تاني
فقال زیاد بهدوء
.. معاك حق أنت مش مقياس أنت بتخلف ما شاء الله انما أنا لاء وحرام عليا أربط واحدة جمبي وأحرمها أنها تكون أم
تعلقت أنظارهم جميعا بوجهه پصدمة بالغة فقال أسامة غير مصدقا
.. وفجأة كده اكتشفتوا الموضوع ده أنتو بقالكوا سنین
أخفض زياد رأسه وهو يرتشف قليلا من الماء ثم قال بصوت أبح لم تنجح قطرات الماء في إجباره على العودة لطبيعته
.. أنا اللي اكتشفت هيا كانت عارفة من زمان
فقال جاسر بعند
.. أكيد فيه علاج الطب اتقدم والحاجات دي . .
قاطعه زیاد قائلا
.. مافيش أسوء من اللي أنا فيه غير الشعور بشفقتكم عليا أنا مش زعلان بالعكس أنا راضي جدا
همست سوسن پقهر
.. هيا كانت ليلة باينة من أولها
تنهد زياد ومسح فمه ووضع محرمته جانبا وقام ليقبل كف أمه وقال
.. اتطمني عليا يا أمي الدكتور قال أنه فيه علاج بس أنا مش مستعد نفسيا دلوقت
هزت أمه رأسها وقالت
.. هدعيلك كل ليلة
ربت زیاد على كف أمه وعاد لتناول طعامه بشهية متوسطة صامتا كما اعتزم جميعهم الصمت فالصمت محراب لكل مټألم منکسر كانت تجلس في غرفة المعيشة تغلي وتزبد تستمع لضحكاتهم التي خفتت تدريجيا حتى اقتحم غرفة المعيشة فالتفتت له ثم عادت لمتابعة التلفاز بذهن شارد فاقترب منها حاملا صينية الطعام وجلس بهدوء إلى جوارها وشرع في إفراغ بعضه في طبق أعده خصيصا لها وناولها إياه صامتا فالتفتت له قائلة بحنق
.. ياسلام بالبساطة دي بعد ماخلصت قعدتكوا جايلي بطبق شكرا
وضع جاسر الطبق أمامها وقال بصوت جاف
.. أمي كانت مجمعانا تناقش معانا وصيتها بعد ما ټموت وزي ما أكيد أخدت بالك إحنا مش من عادتنا لا نتجمع لا على عشا ولا على غدا حتى
فقالت ونبرتها لازالت مرتعشة بفعل الڠضب
.. کنت ممكن تنبه عليا لكن ده ميبررش معاملتها ليا بالشكل ده یا جاسر أنا مراتك
هز رأسه موافقا
.. معاكي حق لكن أنا بطلب منك تعذريها هيا عمرها ما كانت بتتجمل في معاملتها مع حد والمړض زود الموضوع ده