رواية جاسر الجديدة المشوقة
رواية جاسر الجديدة المشوقة
في حاجه غيرك كنت ھموت نفسي عشانك
رفعت آشرى أنظارها مستنجدة بأسامة قائلة
.. زياد ماله بجد يا أسامة
.. زى القرد
ولم تكن تلك كلماته ولا هذا كان صوته الذي اخترق الصمت المتوتر بينهم بل كان صوت الطبيبة ريم التي تابعت حديثها بجدية تامة
.. هيفضل تحت عنينا بس للملاحظة شوية وهنيجي ممرضة تنقله أوضة للصبح والساعة وهيخرج
.. بجد يا دكتور
نظرت له ريم ساخرة وقالت بضيق
.. بجد جدا ولو عليا استحاله ابيته على السرير فيه عشرات غيره أولى بيه منه لكنه للأسف بروتوكول المستشفى
على عيناه وهو لايستطيع كبح جماح ضحكته عادت آشري مرة أخرى وقالت بجدية
.. طب اتطمنت عليك واديك سمعت الدكتورة قالت هتخرج بكرة مع السلامة وخد بالك من نفسك
هم باعتراض قائلا
حملت حقيبتها وقالت بتصميم
.. أنا عشان بنت أصول جيت لكن أنت كويس ومعاك أخوك ألف سلامة عليك يا زياد وأرجوك تنفذ اللي طلبته منك مش عاوزه بابي يحس بحاجة
وانصرفت بعد أن القت تحية هادئة على أسامة الذي كان يراقبهم صامتا بعدما صړخ في الممرضات طالبا لجرعة مكثفة من المسكنات وتناول طعام عشائة متبرما غرق في سبات فقام أسامة وعزم على الإنصراف بعدما اطمأن على حرارته حمل مفاتيحه ومضى يبحث عن هاتفهه ولكنه لم يجده فتحرك للخارج وهو يفكر لابد أنه سقط منه في قسم الطواريء وصل للقسم الذي كان في حالة من الحركة الغير طبيعية وسمع صوتها ېصرخ بالأطباء حولها الإنجليزية وهي تدفعهم للتحرك وتصدر لهم أوامر بنبرة عڼيفة مابین کلمات بالعربية والإنجليزية وقف يتأملها جسد فارع ممشوق أنثوي بحت ملابسها ملطخة بكم هائل من الډماء يبدو أنها لا تعبأ لها ولا لتلك المتدفقة بوجهها وهي تحاول إنقاذ صاحبها بكل ما أوتيت من قوة وسرعة التفتت جانبا ليجد امرأة ترقب الرجل الغارق بدماءه بوجل وهي تبكي بهيسترية فاقترب منها مهدئا إياها عندها رفعت إليه أبصارها فزجرت الممرضة لتواجدهم أثناء عملها فاندفعت الممرضة لترجوهم بالبقاء في الخارج وسارت المرأة برفقة رجل يكبرها عمرا يبدو أنه والدها للشبه المتقارب بينهما و بقي هو مصمما على الدخول قائلا للممرضة
فقالت الممرضة وهي تلتفت للطبيبة التي كانت تصرخ بالجميع
حتى يسرعوا بإنقاذ الرجل قائلة بتوتر
.. طب معلش تستنى شوية لأن زي ما أنت شايف
هز رأسه وخرج وهو يراقبها بإعجاب بالغ وداخله يحدثة لو كانت موجودة يوم الحاډثة التي أودت بأسرته الصغيرة ربما كتبت لهم النجاة جلس وشعور مرير ينخر عظامه يتذكر اللحظات الأخيرة في حياة زوجته أما طفلته فكانت كما لو كانت نائمة وحتى اليوم هو يقنع نفسه بأنها لا تزال نائمة أما زوجته فهي قد ارتاحت من الآمها ومضت الساعات وبقي هو على حاله جالسا في رواق المشفى شاردا حتى لاحظ اندفاع المرأة التي كانت تبكي زوجها فالټفت ليجد الطبيبة تبتسم لها بدفء فانهمرت دموع المرأة وفجأة دفعت الطبيبة الفارعة لأحضانها فارتسم تعبير ممتعض على وجهها أثار روح الفكاهة داخله رغما عنه قام عندما لاحظ أن خطواتها تنحرف لتصل إليه وعندما اقتربت منه أخرجت من جيب ملابسها الملطخة بالډماء هاتفه الجوال الثمين قائلة له
.. كان جوزها
ردت بجفاف
.. أظن أخوها
فقال مقرا
أصدرت صوتا عجيبا معبرا عن التقزز
.. تصدق
فقال لها لائما
.. على الأقل مهتمتش پالدم اللي على هدومك
حدقت فيه وقالت بغيظ
فقال بمكر
.. أنا ازاي مشکرتکیش على اللي عملتيه لأخويا
نظرت له بطرف عيناها وهي تهز رأسها
.. أنت وقح وحظك أني تعبانة ومحتاجه أغير هدومي
.. وعلى أيه الطيب أحسن بس أنت مش تخصص جراحة تجميل مش كده
نظرت له وهی متقززة من الفكرة تماما
.. لاء طبعا أنا تخصص جراحة كارديو قلب أوعية دموية
ضحك وهو يتوقع ردة فعل زياد عندما يعلم فقال
.. لو عرف زیاد
نظرت له وقالت ساخرة
.. هوا اللي طلب خبير أجنبي عشان بعد كده يتعلم يحدد التخصص الأول
استوقفها قبل أن تستقل المصعد قائلا وهو يدفع بهاتفه لها
.. لكن أنا ممكن احتاجك في استشارة مهمة ممكن تكتبيلي رقم تليفونك
نظرت له وهي تلاحظ نظراته المركزة عليها والتي لم تكن بغريبة عليها فطلية الساعات الماضية لم يخفضها عنها كلما رآها ولم تكن نظراته بالأمر العجيب عنها إذ أنها كانت مألوفة جدا لديها من قبل جميع الرجال ولكن شيئا ما حثها على قبول طلبه المراوغ فأخذت هاتفهه وسجلت رقم هاتفها واستقلت المصعد.
سماء مكفهرة ورياح غير مستقرة وصباحا غابت عنه أشعة الشمس كما غابت عروسه عن فراشه