الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية جاسر الجديدة المشوقة

رواية جاسر الجديدة المشوقة

انت في الصفحة 18 من 121 صفحات

موقع أيام نيوز


لديه ويتأنق مغادرا القصر نحو شركة أخيه فهو لن يعترف بملكية آل الزهري لما ساهم ببنائة ولو بقطرات عرق
كان يلتهم المخبوزات الساخنة إلتهاما وهي ترقبه بهدوء ظاهري وفنجان قهوتها شارف على آخر قطراته وقال متفكها
.. على فكرة أنت المفروض تفطري كويس
ردت ببرود وهي تهز راسها

.. على فكرة أنا فطرت وفنجان القهوة اللي انت طلبتهولي قرب يخلص وكل ده معرفتش إيه نوع المأمورية اللي طالعين فيها
تمالك نفسه من الضحك متسليا بمظهرها الغاضب وقال
.. انت لما بتيجي تعاقبي ولادك بيكون شكلك كده 
جمعت أنفاسا متلاحقة بصدرها وهي تنظر للأعلى وقالت أخيرا
.. باشمهندس أسامة أنا بالظبط قدامي
قاطعها برقة مستنكرا
.. باشمهندس !.أنا لحد امبار كنت أسامة بس
دفع بطبق لمخبوزات جانبا وأشار للنادل ليحضر مزيدا من القهوة وقال بعملية تامة
.. أحنا لازم نعرف إيه اللي بيدور من ورانا في مجموعة الزهري يا درية
وأخيرا ! حديث متزن عن العمل انصتت له وقالت
.. فعلا بس أزاي 
رد ببساطة
.. البداية أنت
اتسعت عيناها وقالت
.. أنا !
ارتشف القليل من قهوته
.. أنت صحفيه في مجلة إقتصادية هتطلعي دلوقت على مقر الشركة أنا خليت سكرتيرتي تاخدلك معاد مع نائب مجلس الإدارة هتسألية الأسئلة اللي في الظرف وحاولي تكونى لطيفة لطيفة كلمة مكونة من خمسة أحرف معنونة لديها فقط لمطربة شهيرة تناولت منه الظرف مستنكرة وقالت بنبرة ثقيلة
.. التمثيلية دي فاشلة جدا
أقر مؤكدا بهزة رأس
.. واردبس في حالة أن النائب بصباص وعنيه زايغةالعجلة ممكن تمشي
رفعت له أنظارا حاړقة ساخرة
.. ده أنت كمان عاوزني أمثل دور الإغراء فيها
ضاقت عيناه ولم يستطع المقاومة وقال بمكر
.. يمكن الدور كان يكون مسبوك كويس لو بلبس أمبارح
احمرت وجنتها بشدة وقالت وهي تستعد للإنصراف
.. أنا غلطانة أني وافقت آجي معاك
مد يده وقبض على كفها برقة وقال بهدوء
.. أنا مش هجبرك على حاجة يادريةكل اللى بطلبه منك تكوني لطيفة وأهي خبطة ياصابت يا خابت
سحبت كفها من قبضته سريعا اللعڼة عليه لقد اعتاد الإمساك بها واعتادت هي دفء لمساته فقالت بحنق
.. اسم المجلة اللي رايحة أمثلها إيه 
ابتسم لها وهو يشير للنادل طالبا لدفع الحساب
.. هتلاقي التفاصيل كلها عندك في الظرف فيه كمان كارت آي دا علقيه وأنت داخله
.. أنت مش عجباني يا سالي
كلمات مرت بخاطرها قبل أن تفصح بها مجهدة في وجه ابنتها الصغرى التي كانت تجلس ساكنة أمام شاشة التلفاز تتابع فيلما كارتونيا برفقة صغارها..التفتت لها قائلة بإبتسامة صغيرة
.. ليه كده ياست الكل 
.. سايبة بيتك وجوزك ليه يا 
ابتسمت لها بسخريرة مريرة وهي تقول
.. بيتي ! هوا فين بيتيقصدك بيت سوسن هانم
ربتت أمها على كتفها مواسية
.. طب وجوزك!
هزت سالي رأسها وردت
.. قلت أبعد يمكن يحس بقيمتي
أشارت لها أمها نافية وهي تتنهد
.. عمر البعد ما بيقرب يا بنتي
تقافزت دموع القهر من عيناها قائلة
.. مبقاش حاسس بيا يا ماما
أمسكت الأم بذراع ابنتها وهمست لها
.. قربي أنت منه أكتر وأكتر مش تسيبيه غيرك يلهفه منك
رفعت سالي أنظارها نحو أمها على نحو مذعور
.. لا ياماما جاسر لا يمكن يخوني
لوت مجيدة شفتيها لحماقة صغيرتها وقالت
.. هوا مش محتاج يخون ياحبيبتى ..الشرع محلله أربعه وجوزك غني وألف مين تتمناه
اتسعت عيناها پصدمة وقالت
.. قصدك يتجوز علياجاسر لايمكن يعملهاالستات أصلا مش في دماغهكل اللي يشغله الشغل وأمه وعياله وبس وحتى أنا برة دايرة إهتمامه
نظرت لها مجيده ممتعضة وقالت
.. الست اللي متعرفش تضلل على جوزها وبيتها وتخليه لايمكن يستغنى عنها ست خايبة ياساليوأنت مش خايبة أنت بس نفسك قصير وبتستسلمي بسرعة
أشارت لها ابنتها لتخفض صوتها الذي قد علا جراء الإنفعال وقالت
.. خلاص يا ماما يومين بس أريح اعصابى وأرجع طالما زهقت 
تنهدت مجيدة وقالت
.. أبدا يابنتي ..ده أنتو مالين عليا البيت حتىأما أقوم أعملك عصير تروقي بالك أنت والولاد
نظرت لها سالي وهي تنصرف لمطبخها وتساقطت دموعها رغما عنها وهي تطالع صورة والداها الحبيب التي تحتل الحائط المقابل وهمست داخلها ياريتك كنت معايا 
وضعت سماعة الهاتف بأنامل مرتعشة ودقات قلبها تتقافز حتى كادت تصم أذنيها كطبول حرب ضارية لقد أخبرها موظف الأمن منذ قليل بوصول جاسر سليم وهو في طريقه الآن للطابق الأخير حيث مكتبها في تلك البناية المتواضعة بالنسبة لبناية شركة والدها الراحل طالعت هيئتها في المرآة التي تحتل عرض الحائط وهندمت زيها المكون من قطعتين غير متناسبتين إطلاقا مع الطقس المتقلب الذي يمر بالبلاد بلونه الكريمي الدافىء ومررت أناملها المرتعشة بين خصلات الليل التي تظلل رأسها الجميل وتمتد لتصل إلى ورشت المزيد من عطرها المغري وأخذت نفسا

عميقا وتظاهرت بهيئة باردة فأيا ما كان يحمله جاسر لها لابد وأنه يحمل صفة ڼارية وهي ستنجو منها بالبرودة التي ستزرعها في عروقها تظاهرت بالإنشغال في أوراق واهية لم تلتقط عيناها أبعد من سطورها الأولى وهو يقتحم الغرفة دون إنذار وخطوات البلهاء التي تتقافز خلفه وصوتها يتعالى من ورائه ورغم ذلك وصل خاڤتا مرتعشا لآذانها بكلمات لا قيمة لها في عالم جاسر سليم
.. مايصحش كده يافند
صرفتها بإشارة من يديها وهي تتهادي في مشيتها نحوه حاصدة رغما عنه نظرة إعجاب فجابهته بنظرة واثقة وإبتسامة واسعة كلمات معدودة
.. جاى تباركلي
ربما يكون
 

17  18  19 

انت في الصفحة 18 من 121 صفحات