رواية جاسر الجديدة المشوقة
رواية جاسر الجديدة المشوقة
مش هقدر أعملها كان يراقب حديثهما منبهرا وشعر أنه ينتمي بشكل ما لتلك الرابطة التي تجمعهما فخص أذنيها بهمس دون غيرها
في يوم هنوصل أنا وأنت لنفس درجة التفاهم دي فهزت كتفيها دون اكتراث وداخلها يرقص طربا
كل شيء وارد وجذب أيهم كف أسامة متعجلا فقالت بقلب يرتعد
بس ياريت ماتبعدش بيه لجوه أوي فقال وهو ينظر للأمواج الثائرة
سؤال اقتحم جلسة عشاء صامت بعد نوم الصغيران رفع أبصاره متحيرا نحوها وهو يحاول فهم ما وراء ذلك السؤال
بتسألي ليه
فراوغته بدفاع
وليه ما أسألش مش من حقي
فرد ببرود
لاء مش من حقك لكن مع ذلك هريحك وأجاوبك طلقتها لأنها هي طلبت الطلاق . وهل ظن أنه بتلك الإجابة ستهنأ براحة!
أنا دايما صريح معاك وأظن أن دي حاجة ما تزعلش فنظرت له غير مصدقة
طب خلاص خلينا نستغل جلسة الصراحة دي لأخرها ولو ماكنتش هي طلبت كنت هتفضل متجوزها
فأقر بقوة
لاء فعبست وهي تحاول الفهم
رغم أنه كان بينكو طفل شبك أصابعه وارتكز بذقنه عليها وقال
وماحافظتش عليه فتراجعت للخلف وهي تقول
آآه عشان كده فاقترب هو وقال هامسا
جوازي منها كان مشروع محكوم عليه بالفشل من أوله ياسالي أنت اللي استعجلت فنظرت له بدهشة وقالت ضاحكة وابتعدت عنه بدورها
أنا ماقلتش كده أنا كان قصدي أن الأيام كانت هتوريكي أنها مجرد مرحلة اضطريت ليها وفي الآخر أنا وأنت كنا هنفضل سوا ومش واحدة زيها كانت ممكن تفرقنا دفعت بطبقها بعيدا وهمت بالانصراف قائلة
أنا ممكن أجبرك على أي حاجة صحيح إلا أنك تقبلي تعيشي معايا أو لاء ولكن البركان ثار وانتهى الأمر إذ قالت بقوة
ويظهر أنك قررتي أنك مش هتسكتي تاني وتفضلي تنبشي في الماضي كل شوية شحب وجهها وتباعدت خطواتها وماكان رجاءا بالأمس وفرحة بعودتها صار خوفا من الفراق مرة أخرى فاستوقفها هو بهدير صوته الغاضب
بس أنت كده مش بتعاتبيني أنا لوحدي وبس هو محق فالكلمات تؤذيها بقدر إيذائها له والصغار أصبحوا متضررين بدورهم فبكل شجار يعلو بينهما تلمح بأعينهم حزنا أصبح مطعم أخيه بالحي المجاور ملاذه بعد إنتهاء جلسته النفسية وكما يجلس لساعات طويلة يستمع فيها لهموم المحيطين يجلس يستمع لأخيه وحديثه صامتا حتى قال بغتة
زياد أنت مش حاسس نفسك غريب على الشغلانة دي فنظر له مندهشا وقال بصدق
بالعكس أنا أخيرا لقيت نفسي في الشغلانة دي ومستغرب إزاي كنت مستحمل ربطة المكاتب والاجتماعات والأسهم والصفقات وأردف ضاحكا
ده حتى ربطة الكرافتة بقيت مستغربها فهز أسامة رأسه بغير فهم وقال
یعني إزاي أخدت الخطوة دي النقلة الكبيرة دي في نوعية حياتك ظل زیاد ينظر له مليا وقال بهدوء منتقيا كلماته
لأني اتقبلت خسارتي والۏجع اللي حصلي من بعدها وصممت أن أعوض نفسي وأكمل حياتي ساد الصمت لوقت طويل بينهما حتى قال زیاد بأنفاس متهدجة
حياتك وعمرك اللي ما انتهاش بفضل ربنا مش ذنب يا أسامة تكفر عنه فابتسم أسامة بۏجع وقال بصوته المحتقن والدموع تتقافز لعيناه
رغما عنه
صعب هز زیاد رأسه وقال مقرا بواقعية
مش هيرجعهم يا أسامة وبمرارة ذنبه
ولما نتقابل ويسألوني عيشت من بعدهم إزاي
ابقا أسألهم هما كمان عاشوا من بعدك إزاي وصدقني هتلاقي حالهم أحسن من حالك ألف مرة تراهني!
ضحك أسامة وقال متفكها
يابني أنت ماحرمتش رهان فابتسم له زیاد
بس المرادي أنا واثق