الخميس 26 ديسمبر 2024

رواية وتين بقلم ياسمين الهجرسي.. الفصول الجديدة

انت في الصفحة 5 من 101 صفحات

موقع أيام نيوز

لها همس ما بين الصحو و النوم يقول اصبرى واحتسبي فرجه قريب .. 
لتفوق من غفوتها وهى تهتف مبتسمه براحة 
اللهم انك عفو كريم تحب العفو فعفو عنى
استقامت تغتسل و ترتدى ثيابها المكونه من فستان اسود ووشاح للرأس قاتم السواد كحال حياتها لتستعد للنزول لمشوار كل عام لعل يحدث شئ يغير قدرها و يريح بالها...
أما فى الاسفل كان يعم المكان آيات الذكر الحكيم و تمتلئ مندرة الحج محمد السيوفى بالزحمه انتظارا للشهريه التى يخرجها لوجه الله فهو و زوجته لا ينفكو عن التضرع والتوسل الى الله ليرد لهم عزيز اعينهم يقف الناس فى حلقات متجمعين حوله داعين الله له بصلاح الحال و البركه فى العمر و الذريه ..
استقام و تركهم ليذهب لزوجته الحجه فردوس ليسألها اذا اتمتت طبخ الطعام للناس فهم يقفوا منتظرين ...
اقدم عليها زوجها الحج محمد السيوفي وهو يقول لها
تعيشى وتفتكرى يا حچه بس ليش تعب حالك ما البنته كتير في الدوار يطبخه بدالك ..
بتنهيده طويله وانفاس حاره كالهيب قلبها هتفت قائله 
دى الحاچه الوحيده اللي مابتتعبنيش يا حاچ محمد يا ريت كل التعب اجده ...
دي الحاجه الوحيده اللي بتبرد جلبي بعد اللي حوصل زمان..
العمر راح والڼار لسه جايده في جلبي ومفيش حاجه تعوضني...
وفي نفس اليوم من كل سنه بحس ان اللي حوصل زمان كأنيه النهارده.
بصوت يكسوه الصبر و الايمان بقضاء الله تحدث الحاچ محمد قائلا ادعي ربنا يرحمنا من اللي احنا فيه يا حچه و يغير الاقدار للأحسن..
دخلت عليهم كريمه كانت ترتدي ملابسها السوداء لكي تخرج هي و زوجها جلال.
هتفت فهيمه بلسان اعمى فهذا هو للاسف طبعها راحه فين يا مرت اخوى أنتى وجلال..
في نفس اليوم من كل سنه أمى تعمل واكل وأنتى تهملى البلد كلها وتروحي وعمرك ما أنتى واخوي ما ريحتى جلوبنا ولا جولتى بتروحي فين...
يقف ينتظرها ليراها تهبط ملتفحه بالسواد ينظر لها بنظرات تقييميه غير مفسره فهذا هو حاله معها ..
حول نظره لاخته التى كالعاده تحشر انفها فيما ليس لها ليسمعها تقول كلامها الذى بات ليس له معنى فهى لا تمل من تكرار الكلام ..
تحدث جلال بصوت قوى و لهجة نفور من كلامها ورد عليها قائلا 
وانتى مبتتعبيش يا خيتى من سؤال كل سنه اللى مش بنخلص منه أرحمينا وأرحمى نفسك كفاية اللى أحنا فية...
هتفت ترد عليه فهيمه وهى تلوى فمها على جانب وهتفت بعصبيه مبالغ فيها
بالراحه شوية يا سياده اللواء السؤال محرومش يعنى أنا ههمللكم الدوار وراحة أقعد في الچينينه هو سر حربى مش عايزين حد يعرفه.
واكملت تهتفت بصوت عالي يملؤه العجرفه و الغرور يا بت يا بدور هاتى كام عود جصب أطلع علي فيهم غيلى بدل الكلام الماسخ دا وتركتهم وغادرت وهى تتذمر بدون سبب .
ثلاث فتيات قطعه من الجنه ثلاثة أجساد و قلب واحد يخرجوا من غرفهم فى وقت واحد يلقون على بعض تحية الصباح وتهتف كل واحده تسال الأخرى عن حالها و عن خطط العمل لهذا اليوم ف صبا دكتورة اطفال صفا مهندسه زراعيه ورد دكتورة جراحه
هبطوا
درجات السلم وهم يستمعو لكلمات فهيمه اللاذعه وقفوا ينظرون الى الجميع فى دهشه ..
هتفت ورد بضيق من افعال امها تتحدث قائله ليه ماما كانت بتزعق وصوتها عالى كده هى مش ناويه تبطل وتدى هدنه للبيت يرتاح.. 
هتفت ترد عليها جدتها بسخريه حتى تشتت انتباهها عن افعال امها التى لا تمت للعقل 
معجول يا بنتى بقيتى دكتوره قد الدنيا ولسه معرفاش أن أمك مخبله وبديها تدخل سرايا المخابيل .
ضحكت البنات علي كلام جدتهم ليذهبوا اليها يلقون عليها تحية الصباح ويقبلون يدها بحب داعين لها ان تظل على رؤوسهم تنير حياتهم ..
حولت صبا نظرها الى والدتها تجرى عليها تقبلها بحب من وجنتيها 
ليهتف جلال مندفعا مفيش صباح الخير يا بابا طولت النظر بينها وبين والديها لتومأء برأسها بتحفظ من افعال والدها ألقت التحيه علي والدها وهى تهمس بداخلها الله يكون فى عونك ياماما..
أما صفا تقف تقيم الموقف
فهى تريد معرفة السر الذى يخفونه ويؤرق راحة امها بهذا الشكل ..
ظلت صامته علي صمت مامتها والدموع التى تتحجر في عينها .
أقتربت منها تهتف قائله ماما

انت في الصفحة 5 من 101 صفحات